خطبة عبد الملك بعد قتل مصعب بن الزبير
قال أبو علي القالي : .... عن ابن الكلبي, عن أبيه ؛ قال : لما قَتَل عبد الملك مُصْعَبَ بْنَ الزبير(1) دخلَ الكوفة , فَصَعِدَ المنبرَ فحمِدَ الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد e ثم قال : أيُّها الناسُ , إن الحَرْبَ صَعْبَةٌ مُرَّةٌ , وإن السَّلْمَ أَمْنٌ ومَسَرَّة , وقد زَبَنَتْنا الحربُ وزَبَنَّاها , فَعَرَفْنَاها وألِفْنَاها , فنحن بَنُوها وهي أُمُّنا أيُّها الناس فاستقيموا على سُبُل الهدى , ودَعُوا الأهْواء المُرْدِيَةَ , وتجنَّبوا فِرَاقَ جماعات المسلمين , ولا تُكَلِّفُونَا أعمالَ المهاجرين الأوَّلين , وأنتم لا تعلمون أعمالَهم , ولا أظُنُّكُم تزدادون بعد الموعظة إلاَّ شَرَّا , ولن نزدادَ بعد الإعذار إليكم والحجة عليكم إلاَّ عقوبة , فمن شاء منكم أن يعود بعدُ لمثلها فَلْيَعُدْ , فإنَّما مَثَلي ومَثَلكم كما قال أبو قيس بن رفَاعَة :
من يَـصْلَ ناري بلا ذَنْـبٍ ولا تِـرَةٍ يَصْلَ بنارِ كـريم غـيـر غَـدَّار
أنا الـنذيـر لكـم مـنـي مجاهـرةً كَيْ لا أُلامَ على تـرك نَهْـيٍ وإنـذار
فإنْ عَصَيْتُمْ مقالي اليـومَ فاعترفــوا أن سوف تَلْقَوْن خِزْيا ظاهر العار
لَـتَـرْجِـعُـنَّ أحـاديـثـاً مُلَعَّنة لَهْوَ المُقيم ولهو المُـدْلِجِ السـاري
مـن في نـفسـه حـوْجـاءُ يطلبها عندي فإنِّي له رَهْـنٌ بإصْحـار
أُقِيم عَـوْجَتَـه إن كـان ذا عِـوَجٍ كما يُقَوَّمُ قِـدْحَ النَّبْعـةِ البـاري
وصاحبُ الوِتْر ليس الـدَّهرَ مُـدْرِكَه عندي وإنِّي لَــدَّاكٌ بـأوتـار
[ الأمالي , لأبي علي القالي ] 24
منقول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]